اسرار الكتاب المقدس : المسحاء الكذبة





تحدث الكتاب المقدس في اسفاره عن العديد من العلامات التي تسبق المجيء الثاني للمسيح له المجد والتي تتزامن مع زمان مجيئه ، ومن هذه العلامات (ظهور المسحاء الكذابون )  او ما يسمى ب(المسحاء الكذبة)  ، وهم يظهرون للناس قبل مجيء المسيح ابن الإنسان بمجده وملكوته،  ويدعون انهم يمثلون المسيح الحقيقي الذي سيعود في الزمان الأخير قبل الدينونة ليحكم العالم ، وسيصنعون المعجزات الخارقة والآيات العجيبة وهي سلاحهم المفتن الذي يحاولون من خلاله اغواء الناس وخداعهم  وحتى المختارين منهم ، حيث جاء في الكتاب المقدس في انجيل يوحنا على لسان يسوع المسيح له المجد (لأنه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا ) .
 الا ان الآب سوف يبطل سحرهم وعجائبهم الخارقة من خلال المسيح الحقيقي وادلته الرصينة التي يثبت فيها للعالم انه المسيح العائد ليحكم العالم ، وهذه الأدلة التي يحملها تتمثل بكشف اسرار الكتاب المقدس وخفاياه التي يجهلها الناس لقرون من الزمان ومن خلالها سوف يبطل سحر الكذابين ودجل الدجالين كما فعل موسى النبي بمعية اخيه هارون حين ابطلوا سحر السحرة في زمان فرعون مصر الظالم حيث جاء في سفر التكوين هذا النص ( فدخل موسى وهارون الى فرعون وفعلا هكذا كما امر الرب ، طرح هارون عصاه امام فرعون وامام عبيده فصارت ثعباناً ، فدعا فرعونُ ايضاً الحكماء والسحرة ففعل عرافو مصر ايضاً بسحرهم كذلك طرحوا كل واحد عصاه فصارت العصي ثعابين ولكن عصا هارون ابتلعت عصيهم ) والعصا في زمن المسيح العائد في مجيئه الثاني تتمثل بسلاح العلم الذي سيبهر به العالم ليفتح كنوز الكتاب المقدس لتتداخل مع منظومة التقدم العلمي والتكنولوجي التي وصلت لها البشرية في آخر الازمان فتشكل لوحةً مرموقة من العلم والأيمان فيحكم بها الكون بأسره .
والدجال هو واحد من هؤلاء المسحاء الكذبة الذين سيصنعون العجائب ليضلوا الناس ويكون مرتبطاً ومتوحداً مع الوحش والتنين اللذان سيحاربان الحمل المذبوح او الخروف المذبوح والذي يعني المسيح ابن الإنسان ، فتتشكل جبهةً موحدةً من الأعداء المجرمين الذين يقودهم الشيطان عدو الآب الأبدي ، ليعلنوا حرباً عظيمة ضد المسيح والقديسين الذين معه ، حيث جاء في سفر الرؤيا هذا النص ( ورأيت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبي الكذاب ثلاثة ارواح نجسة شبه ضفادع ، فانهم ارواح شياطين صانعة آياتٍ تخرج على ملوك العالم وكل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم ، يوم الله القادر على كل شيء ) .
والنبي الكذاب يقصد به المسيح الدجال الذي سيدعي انه المسيح المخلص الآتي من عند الآب وهو سيصنع الآيات قدام الوحش وسيقبض عليه المسيح ويعذبه ابد الآبدين ، يقول يوحنا في رؤياه ( فقبض على الوحش والنبي الكذاب الصانع قدامه الآيات التي بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش)   ومحصلة الكلام ان المسحاء الكذابين ومنهم الدجال سوف يصنعون المعاجز بينما يصنع المسيح الحق مشيئة الآب حين يحيي موتى القبور والدين و يشفي المرضى  ويغير العالم من الظلام الى النور ، وينشر المحبة والسلام ولا يأخذ على ذلك أجر كما يأخذ المسحاء الكذابون ، يقيم مملكة الرب مملكةً ابدية يعم فيها السلام على كل البشر وتنتهي الحروب وتهدأ الأرض من زلازلها وتصلح الناس من فسادها كما قال النبي اشعياء (ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من اصوله ، ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب. ، ولذته تكون في مخافة الرب فلا يقضي بحسب نظر عينه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه. بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الارض ويضرب الارض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه. ويكون البر منطقة متنيه والامانة منطقة حقويه ) .
من فكر المسيح العائد 

0 التعليقات: